السبت، 20 أبريل 2013

الفروق الفردية

قررت الحيوانات ذات يوم أن تقوم بشيء خارق لمواجهة مشكلة العالم الجديد فأقامت مدرسة ووضعت

منهجاً دراسياً للنشاطات ،يتألف من الجري والتسلق والسباحة والطيران، ولتسهيل إدارة المنهج تقرر أن تأخذ جميع الحيوانات

كل المقررات ،وكانت البطة ممتازة في السباحة ، بل في الواقع أفضل من مدربها ، وحققت تقديرات ممتازة في الطيران ،

ولكنها كانت ضعيفة جداً في الجري، وعليه فقد فرض عليها أن تبقى بعد ساعات الدراسة ، لتتمرن على الجري ، ثم أهملت

السباحة،وقد داومت على التمرين حتى أرهقت قدميها وأضعفتها ، وأصبحت متوسطة المستوى في السباحة.
ولأن التقديرات المتوسطة كانت مقبولة في المدرسة ،فلم يشعر احد بقلق سوى البطة نفسها
أما الأرنب فقد كان الأول على الصف في الجري لكنه أصيب بانهيار عصبي بسبب ما عاناه من السباحة.
وكان السنجاب ممتازاً في التسلق لكنه أصيب بإحباط من دروس الطيران ،حيث جعله معلمه يبدأ من الأرض بدلاً من القفز من

قمة الشجرة ،وقد أصيب بتصلب في رجله ، بسبب زيادة الإجهاد ،وحصل على تقدير متوسط في التسلق ومقبول في الجري.
وكانت مشكلة النسر أنه لابد من تعويده على النظام بشدة،وقد تغلب على جميع رفاقه في التسلق إلى قمة الشجرة،لكنه أصر على أن يفعل ذلك بطريقته الخاصة.
وفي نهاية السنة كانت هناك سمكة تستطيع أن تسبح بشكل فائق ، وتستطيع أيضا أن تجري وأن تتسلق وأن تطير قليلاً، وقد حصلت على أعلى تقدير متوسط، وقامت بإلقاء كلمة الخريجين......
إننا يجب أن نؤمن بأن البشر يتمايزون في قدراتهم وطاقاتهم...ووزنهم على ميزان واحد يظلم الكثير منهم. والصحيح أن يشعر كل فرد من أفراد العمل بتميزه في جانب معين، وأن هذا الجانب هو الذي يميزه عن بقية المجموعة...ومن ثم يصبح كل تميز خادم للمجموعة ومتكاملاً معها ، وليس بروزاً أو نتوءاً خارجا عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق