السبت، 20 أبريل 2013

مفاكهة ادبية


هذه مساجلة فكاهية في ما يسمى الأدب الساخر، اتمنى ان تروق لكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بط الماحي *
للشاعر المصري المطبوع محمود غنيم (توفي: 1392هـ–1972م) فكاهيات وافرة، ومن أعذبها مساجلة دارت بينه وبين الشاعر الدمياطي محمد مصطفى الماحي (توفي: 1396هـ–1976م).
وابتدأت المفاكهة بينهما حينما سمع غنيم أن لدى صديقه الماحي بطّاً سمينا، فطمع بوليمة يشبع بها جوعه، فأرسل له أبياتاً منها:

قد سَمِعْنَا عن بَطِّكُمْ ما سَمِعْنا *** فأَكَلْنا بالأُذْنِ حتى شَبِعْنا
غيرَ أنَّ الأفواهَ تنطقُ هَمْساً: *** مَا عَرَفْنَا لذلكَ البَطِّ مَعْنى
يا أبا مصطفى عليكَ سلامٌ *** أَفَيُرْضِيْكَ أَنْ شَبِعْتَ وَجُعْنا؟
جُدْ عَلَيْنا وَلَو بِطَيْفِ جَنَاحٍ *** لا تَدَعْنا نَشْكُو الطَّوَى لا تَدَعْنا
نَحنُ قومٌ لنا العفافُ شِعارٌ *** إن سُقِيْنا حِساءَ بَطٍّ قَنِعْنا
وَنُذِيْقُ البخيلَ هَجْواً وَبِيْلاً *** مِثْلَ حَدِّ السلاحِ ضَرْباً وَطَعْنا

فأجاب الماحي بأبيات يشكو فيها سوء الحال، ثم عرض عليه دعوة غير صريحة، ومن أبياته تلك:

كانَ فيما مضَى يُقَدَّمُ بَطٌّ *** وَدَجاجٌ مُحَمَّرٌ في المَقالي
يومَ كانَ الزمانُ سهلاً رَخِيّاً *** لا يَمُرُّ الغلاءُ فيه ببالِ
فغدا البطُّ والدَّجاجُ كما تَعْـ *** ـلَمُ ضَرْبَيْنِ من ضُروبِ المُحالِ
فَاقْتَرِحْ يا أَخي فَدَيْتُكَ يَوْماً *** وَاخْتَبِرْ إنْ شَكَكْتَ صِدْقَ مَقالي

ولما وجد غنيم الدعوة مذبذبة بعث إلى الماحي قصيدة منها:

أيُّها الشاعرُ الرقيقُ الحالِ *** أنا لَمْ أَدْرِ أن جيبَكَ خالي
أنتَ بِتَّ تَدَّعي الفَقْرَ حتّى *** كدتُ أُهدي إليكَ قُوتَ عيالي
ما طلبنا إليكَ ذَبْحَ فصيليـ *** ـنِ وفحلينِ من فحولِ الجِمالِ
بل طلبنا جناحَ أُنثَى من البَطْـ *** ـطِ إلى اللهِ تَشْتَكي من هُزالِ
فعلامَ الأَسَى وطولُ التشاكي *** والتباكي على الزمانِ الخالي؟!
لستَ ممنْ يدعو الضيوفَ بقلبٍ *** بلْ بقولٍ ذي مدمعٍ سَيّالِ
مُوْمِئاً نَحْوَ بابِ دَارِكَ للضَّيْـ *** ـفِ بِيُمْناكَ طَارداً بالشِّمالِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق