هذه مساجلة فكاهية في ما يسمى الأدب الساخر، اتمنى ان تروق
لكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بط الماحي
*
للشاعر
المصري المطبوع محمود غنيم (توفي: 1392هـ–1972م) فكاهيات وافرة، ومن أعذبها مساجلة
دارت بينه وبين الشاعر الدمياطي محمد مصطفى الماحي (توفي: 1396هـ–1976م).
وابتدأت
المفاكهة بينهما حينما سمع غنيم أن لدى صديقه الماحي بطّاً سمينا، فطمع بوليمة
يشبع بها جوعه، فأرسل له أبياتاً منها:
قد
سَمِعْنَا عن بَطِّكُمْ ما سَمِعْنا *** فأَكَلْنا بالأُذْنِ حتى شَبِعْنا
غيرَ أنَّ
الأفواهَ تنطقُ هَمْساً: *** مَا عَرَفْنَا لذلكَ البَطِّ مَعْنى
يا أبا
مصطفى عليكَ سلامٌ *** أَفَيُرْضِيْكَ أَنْ شَبِعْتَ وَجُعْنا؟
جُدْ
عَلَيْنا وَلَو بِطَيْفِ جَنَاحٍ *** لا تَدَعْنا نَشْكُو الطَّوَى لا تَدَعْنا
نَحنُ
قومٌ لنا العفافُ شِعارٌ *** إن سُقِيْنا حِساءَ بَطٍّ قَنِعْنا
وَنُذِيْقُ
البخيلَ هَجْواً وَبِيْلاً *** مِثْلَ حَدِّ السلاحِ ضَرْباً وَطَعْنا
فأجاب
الماحي بأبيات يشكو فيها سوء الحال، ثم عرض عليه دعوة غير صريحة، ومن أبياته تلك:
كانَ
فيما مضَى يُقَدَّمُ بَطٌّ *** وَدَجاجٌ مُحَمَّرٌ في المَقالي
يومَ
كانَ الزمانُ سهلاً رَخِيّاً *** لا يَمُرُّ الغلاءُ فيه ببالِ
فغدا
البطُّ والدَّجاجُ كما تَعْـ *** ـلَمُ ضَرْبَيْنِ من ضُروبِ المُحالِ
فَاقْتَرِحْ
يا أَخي فَدَيْتُكَ يَوْماً *** وَاخْتَبِرْ إنْ شَكَكْتَ صِدْقَ مَقالي
ولما
وجد غنيم الدعوة مذبذبة بعث إلى الماحي قصيدة منها:
أيُّها
الشاعرُ الرقيقُ الحالِ *** أنا لَمْ أَدْرِ أن جيبَكَ خالي
أنتَ
بِتَّ تَدَّعي الفَقْرَ حتّى *** كدتُ أُهدي إليكَ قُوتَ عيالي
ما
طلبنا إليكَ ذَبْحَ فصيليـ *** ـنِ وفحلينِ من فحولِ الجِمالِ
بل
طلبنا جناحَ أُنثَى من البَطْـ *** ـطِ إلى اللهِ تَشْتَكي من هُزالِ
فعلامَ
الأَسَى وطولُ التشاكي *** والتباكي على الزمانِ الخالي؟!
لستَ
ممنْ يدعو الضيوفَ بقلبٍ *** بلْ بقولٍ ذي مدمعٍ سَيّالِ
مُوْمِئاً
نَحْوَ بابِ دَارِكَ للضَّيْـ *** ـفِ بِيُمْناكَ طَارداً بالشِّمالِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق